توابيت عجيبة على كلّ شكل.. ماذا تعرف عن متجر النعوش الغريبة في غانا؟
هل سبق أن استخدمت تطبيق جوجل مابس في بلدك للبحث عن متجر نعوش أو قصد القيام بطلبية لنعش بمواصفات معينة ودقيقة؟ إن لم يسبق لك تجربة ذلك، ففي القارة الإفريقية وبالتحديد في غانا ستجد مبتغاك، أين تتواجد النعوش الغريبة على كل شاكلة، عل غرار فلفل، سيارة، سمكة، وحتى هاتف محمول.
بغض النظر عن رقصة التابوت التي انتشرت بقوة في العالم بأكمله خلال السنوات الأخيرة، كاشفة بعض طقوس الدفن الغريبة في غانا، تستعين عائلة الميت في عدد من المدن الغانية، بطقوس أخرى خاصة جدا لتوديع موتاها بشكل أنيق، يتم فيها استحضار روح الفرح خلال لحظات الوداع الحزينة الأخيرة، والاحتفال بالمتوفي قبل انتقاله للحياة الأخرى.
أوّل مصمّم للتوابيت العجيبة
تذكر بعض المصادر أن ساث كيني كواي المنتمي لقبيلة الجا جنوب العاصمة أكرا، كان أول من صمم توابيت على المقاس في خمسينات القرن الماضي، حدث ذلك عندما توفيت جدة ساث، ففكّر النجار الشاب في تكريمها والتعبير لها عن حبه، فصنع تابوتا خاصا يليق بها على شكل طائرة، ويعود سبب ذلك إلى أن جدته كانت تحلم دائما بالترحال والسفر.
لاقت مراسم الدفن نجاحا كبيرا ونالت الفكرة الإعجاب لتصبح تقليدا جديدا في غانا، فبعد وقت قصير من هذه الحادثة، طلب صياد فقد والدته من سيث كين كوي أن يصنع له نعشا على شكل قارب.
تُراعي العائلة في اختيار شكل التابوت شخصية الفقيد، حيث يجب أن يعكس حياته، أحلامه، اهتماماته وشغفه، وبالتالي سيحصل المعلم مثلا على تابوت على شكل قلم حبر، وسيكون من نصيب المدخن علبة سجائر، وهو ما يمثل حافزا لسكان المنطقة، وشكلا من أشكال التنافس في الحياة، للحصول على نعش أفضل.
تعتبر الجنازات في غانا من بين أهم التجمعات الاجتماعية، وتأخذ إطار المهرجانات الكبرى، حيث تستعد العائلات لإنفاق مبالغ طائلة على جنائز أحبائهم، وأحيانا أكثر من تلك المخصصة لحفل الزفاف، لذلك لا يتردد بعض الضيوف في السفر لمسافات طويلة لحضور الجنازة.
طقوس الجنازة في غانا
في طقوس الجنازة في غانا، يجب أن تتحمل الأسرة أيضا تكلفة الإيجار والموسيقى، لأن الجنازة تشهد غالبا حضور مجموعات خاصة بحيث تكون هناك موسيقى حية، وراقصون محترفون يحملون النعش أو التابوت.
يتراوح سعر نعش رمزي ما بين ألف وثلاثة آلاف سيدي غاني أي ما يعادل مائتين إلى سبعمائة يورو، وعلى الرغم من أن معظم الناس يستمرون في دفن الموتى في مقابر كلاسيكية، خاصة من الديانات الكاثوليكية والمسلمة، إلا أن المجموعات الاثنية التقليدية هن الأكثر انجذابا إلى توابيت كين كوي.
في غانا اليوم، انتشرت صناعة التوابيت في عدة مناطق ليتجاوز العدد الجملي عشرين محلا، أغلبها متركز في العاصمة أكرا، وتدرّب معظم حرفييها في متجر كيني كواي الذي يصدر حوالي 100 تابوت سنويا، وأصبحت هذه المحلات مقصدا للسياح وهواة جمع التحف النادرة، كما شارك بعض صناع التوابيت الغانية في معارض فنية خاصة، في كل من إنجلترا، روسيا والدنمارك.
وفي العام 2014، سجّل تابوت على شكل سيارة بورش صنعه ابن شقيق كين كوي ومساعده السابق با جو، رقما قياسيا في دار مزادات بونهامز في لندن، بعد بيعه مقابل 9200 دولار أمريكي.