حكموا الشوارع بقبضة نارية.. تعرّف على أعنف 10 زعماء مافيا عرفتهم أمريكا
نشر موقع “بيوغرافي” الأمريكي تقريرا حول مجموعة من الأسماء التي اشتهرت في عالم الجريمة المنظمة في الولايات المتحدة الأمريكية وذاع صيتها بسبب ما أقدمت عليه من أعمال إجرامية دامية وعنف.
وتقول كاتبة التقرير “أودي باكو” إن المافيا الأمريكية بأصولها المتفرعة من عمق جزيرة صقلية الإيطالية قد سطع نجمها تحديدا خلال حقبة حظر الكحوليات وازدهار أنشطة التهريب في الولايات المتحدة. وتمركزت عمليات هذه المنظمة، التي تراوحت بين المقامرة غير القانونية والإقراض بفوائد مشطّة وتجارة المخدرات، بالإضافة إلى أنشطة إجرامية أخرى، بشكل رئيسي في شيكاغو ونيويورك.
آل كابوني
أصبح “آل كابوني” الذي ولد في بروكلين (نيويورك) عام 1899 أقوى زعيم عصابة في شيكاغو خلال الفترة المتراوحة بين 1925 و1931 بعد أن انضم إلى عصابة “جيمس ستريت بويز” عندما كان يافعا والتقى بمعلمه “جوني توريو” الذي ساعده في إدارة أعمال التهريب.
تسبب استخدام “آل كابوني” للعنف الشديد بغية الحفاظ على مركزه إلى جانب تنفيذه لعمليات إعدام علنية لمنافسيه، كما حدث خلال مذبحة عيد القديس فالنتين سنة 1929، في انحدار شعبيته، كما أطلق عليه خلال فترة زعامته لقب “عدو الدولة رقم واحد”.
مع تصاعد ضغط الشارع لوضع “آل كابوني” وراء القضبان، تمكنت الحكومة الأمريكية من سجنه بتهمة التهرب الضريبي سنة 1931، وحكم عليه بالسجن 11 عامًا (قضى منها ثمانية أعوام فقط) ثم أصيب بجلطة دماغية وتوفي بنوبة قلبية في عام 1947.
الـKKK أو الكو كلوكس كلان.. ماذا تعرف عن أخطر جماعة إرهابية في أمريكا؟
باغزي سيغل
ولد “باغزي سيغل” سنة 1906 في بروكلين (نيويورك)، وكان معروفا إلى حد كبير بكونه قاتل مأجور لدى المافيا على الرغم من أنه أصبح يعمل لحسابه الخاص في نهاية المطاف.
انخرط “سيغل” بصفته شريكا مقربا من “ماير لانسكي”، زعيم المافيا اليهودية، في عمليات تهريب الكحول والمقامرة، ثم انتهى به الامر لتأسيس مجموعة “موردر إي.أن.سي” والتي اختصت في معاضدة أنشطة المافيا الإيطالية واليهودية في مدينة نيويورك.
انتقل “سيغل” سنة 1936 إلى كاليفورنيا وبدأ في تطوير أنشطة المضاربة الغير شرعية لفائدة رؤساء منظمات الجريمة المنظمة في منطقة الساحل الشرقي. وأثناء وجوده هناك، بدأ في التقرب إلى مشاهير هوليوود واكتسب بعض الشهرة بفضل مظهره الجذاب وشخصيته الساحرة.
أما في مرحلة موالية فقد شرع رجل المافيا الوسيم في بناء كازينوهات في مدينة لاس فيغاس (نيفادا) بمساعدة صديقته “فيرجينيا هيل”. ولكن عندما تجرأ سيغل على الاستيلاء على جزء من أموال المافيا التي كانت مخصصة لتكاليف بناء الملاهي، أمر “لانسكي” و زعماء مافيا الساحل الشرقي الغاضبون بقتله.
تم تنفيذ أمر الاغتيال سنة 1947، إذ لقي سيغل حتفه عن عمر يناهز 41 عاما بعد أن أصيب بوابل من الرصاص في منزل صديقته في حي بيفرلي هيلز الراقي.
لوكي لوتشيانو
لعب “لوكي لوتشيانو”، الذي ولد سنة 1897 في صقلية وترعرع في مدينة نيويورك، دورا محوريا في إنشاء “النقابة الوطنية للجريمة المنظمة” ويعتبر العقل المدبر لتنظيم أجهزة الجريمة المنظمة الحديثة في الولايات المتحدة، وذلك بعد أن أنشأ سنة 1931 ما يشابه الهيئة الإدارية المسؤولة على سير أنشطة الإجرام المتنوعة والتي أطلق عليها اسم “اللجنة”. وخلال ذلك العقد أصبح لوتشيانو أقوى زعيم عصابة بترؤسه لعائلة “جينوفيز” الإجرامية الشهيرة.
بعد ملاحقة لوتشيانو لسنوات تمكن المدعي العام “توماس إي ديوي” من تكوين قضبة مكتملة الأركان ضد رجل المافيا الأول، وهو ما أدى إلى حبسه سنة 1936 بسبب تورطه أعمال تجارة الجنس.
تمكن “لوتشيانو”، الذي حكم عليه بقضاء 30 عاما في السجن، من تخفيف فترة عقوبته بعد أن ساعد البحرية الأمريكية في تطبيق التدابير الأمنية خلال الحرب العالمية الثانية. وفي عام 1946 تم ترحيله إلى إيطاليا حيث تمكن من إدارة عمليات ترويج المخدرات في الولايات المتحدة من هناك، قبل أن يتوفي متأثرا بنوبة قلبية أثناء وتواجده في مطار في نابولي.
بعد نحو عقدين عن رحيلها.. من قتل الفنانة التونسية الراحلة ذكرى محمد؟
جون غوتي
لقب “جون غوتي” بالدون الأنيق لحبه للبدلات الفاخرة والظهور في وسائل الإعلام. وأصبح غوتي ذو الطبع الحاد، الذي ولد في كوينز سنة 1940، أقوى زعيم عصابة في أمريكا خلال فترة الثمانينيات بعد أن أمر بقتل رئيس عائلة “غامبينو” الإجرامية “بول كاستيلانو” سنة 1985.
تولى غوتي بعد موت كاستيلانو زمام الأمور وجنى الملايين من مجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية التي تراوحت بين منح القروض بفوائد مشطة وأنشطة الدعارة والمقامرة غير القانونية وترويج المخدرات.
وعلى الرغم من أنه نجح في تجنب الدخول إلى السجن عدة مرات خلال الثمانينيات مما جعل الكثيرين ينادونه بلقب “دون التفلون” (التفلون هو مادة عازلة ومقاومة للمواد الكيميائية)، إلا أن المباحث الفيدرالية استمرت في ملاحقته حتى استطاعت بمساعدة الرجل الثاني في التنظيم، “سالفاتوري جرافانو”، في الإيقاع بغوتي سنة 1992 بسبب عدد من الجرائم، بما في ذلك التهرب الضريبي والابتزاز. وتوفي “الدون الأنيق” بسبب سرطان الحلق في سجن فيدرالي في ولاية ميسوري سنة 2002.
فيتو جينوفيز
لعب جشع “فيتو جينوفيز” للمال والسلطة في إعلاء صيت المافيا الأمريكية، من جهة، وتعريضها لخطر الزوال بحلول نهاية فترة حكمه، من جهة أخرى.
ولد جينوفيز سنة 1897 في مقاطعة في نابولي الإيطالية، ثم انتقل إلى مانهاتن في سن المراهقة. وترأس المافيا أثناء فترة الحظر الشهيرة وربط علاقة وثيقة مع “لوكي لوتشيانو” وساعده على تأسيس “اللجنة”.
وفي محاولة لتجنب الإدانة في جريمة قتل، هرب “جينوفيز” إلى إيطاليا وأدار عمليات تهريب الهيروين في الولايات المتحدة من هناك. أما خلال الحرب العالمية الثانية فقد دعم هذا الأخير جهود “بينيتو موسوليني” الفاشية، ولكن تم القبض عليه في نهاية المطاف وترحيله إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهمة القتل العمد.
انطلق “جينوفيز”، الذي اخلي سبيله بعد مقتل شاهد رئيسي في محاكمته، في عملية تصفية لأعدائه معتمدا أسلوب الإعدامات العلنية وأعاد تثبيت سطوته بين عائلات الجريمة المنظمة في مدينة نيويورك. وقد تسببت طرقه العنيفة في ترهيب مساعده “جوي فالاتشي” الذي أصبح أول رجل عصابة أمريكي يكشف عن أسرار المافيا ويصبح شاهدا لصالح أجهزة الأمن.
سجن “جينوفيز” سنة 1958 بتهمة حيازة المخدرات وترويجها وتوفي متأثرا بنوبة قلبية في سجن ولاية ميسوري بعد أن قضى 11 عاما في الزنزانة.
فرانك كوستيلو
أصبح “فرانك كوستيلو”، المولود في مدينة كوزنسا الإيطالية سنة 1891، عضوا رئيسيا في “عصابة الشارع رقم 104” بعد أن نشأ وترعرع في شرق هارلم بالولايات المتحدة.
تحالف “كوستيلو” في عشرينيات القرن الماضي مع “لوكي لوتشيانو”، وانخرط الثنائي في أعمال المقامرة والتهريب والبناء في مدينة نيويورك وفي الجنوب الأمريكي. وبصفته الشريك التجاري الأقرب للوتشيانو، بدأ “كوستيلو” في اكتساب نفوذ واسع النطاق على المستوى المحلي ونصب رئيسا لنقابة الجريمة المنظمة بعد إدانة لوتشيانو بتكوين شبكة دعارة وإرساله للسجن.
واجه “كوستيلو” لاحقا في فترة في الخمسينيات مشاكل مع القانون، وتم سجنه عديد المرات بتهمة ازدراء المحكمة والتهرب الضريبي. وفي عام 1957، أصيب زعيم النقابة الإجرامية برصاصة في رأسه بأمر من “فيتو جينوفيز ملك الجريمة المنظمة في مدينة نيويورك. ولكنه نجا بأعجوبة واستمر في ممارسة نشاطه على الرغم من تضاؤل نفوذه بشكل كبير، إلى أن قضى نحبه بسبب بنوبة قلبية عن عمر يناهز 82 عاما.
اقرأ أيضا: الـKKK أو الكو كلوكس كلان.. ماذا تعرف عن أخطر جماعة إرهابية في أمريكا؟
توني أكاردو
ولد “توني أكاردو” في شيكاغو سنة 1906، وأصبح أحد مساعدي “آل كابوني” الذي مهد له صعود درجات النفوذ في نقابة الجريمة في المدينة. وفي عام 1947، أصبح “أكاردو” رئيس منظمة “ذي شيكاغو أوتفيت” ليستمر في ممارسة الإجرام المنظم على مدى عقود.
نجح “أكاردو” في تحقيق أرباح ضخمة للمافيا بعد أن خير أن يبتعد عن عمليات الابتزاز والاتجار في الجنس والعمل القسري ليتفرغ لتهريب المخدرات وتنشيط القمار غير الشرعي والاستثمار في خدمة الفتيات المرافقات.
على الرغم من تورط “أكاردو” في عدد من جرائم القتل طوال حياته الإجرامية، بدءا من مشاركته في مذبحة يوم القديس فالنتين ووصولا إلى فورة القتل الانتقامية التي شنها كردة فعل على عملية سطو استهدفت منزله سنة 1978، لم تتم إدانته أبدا من قبل السلطات. أما في سنة 1960 فقد تم توجيه لائحة اتهام إلى “أكاردو” بتهمة التهرب الضريبي، ولكن سرعان ألغي الحكم الصادر في حقه.
رفض أكاردو بعد تقاعده كآخر الرؤساء الاصليين لمنظمة “ذي شيكاغو أوتفيت” الإدلاء بشهادته ضد التنظيم خلال جلسات استماع في مجلس الشيوخ مستشهدا بالتعديل الخامس من الدستور الأمريكي، وتوفي سنة 1992 متأثرا باعتلالات في القلب والرئة.
سام جيانكانا
يعتبر “سام جيانكانا” أسطورة في تاريخ المافيا ويرجع ذلك إلى هوسه بالسياسة الأمريكية. قاد جيانكانا، الذي ولد في شيكاغو سنة 1908، منظمة “ذي شيكاغو أوتفيت” من 1957 إلى 1966 بعد أن أعلن “توني أكاردو” عن تقاعده.
عرف “جيانكانا” بطبعه القاسي وهو ما جعله مشهورا في عالم الجريمة، إذ يقال أنه ارتكب ما لا يقل عن ثلاث جرائم قتل عند بلوغه سن العشرين وتم اعتقاله أكثر من 70 مرة.
تقول الروايات أن رجل العصابة الأبرز في شيكاغو استشاط غضبا عندما أعطى الرئيس “جون كينيدي” الضوء الأخضر لشقيقه “روبرت كينيدي”، المدعي العام الأمريكي آنذاك، لملاحقة رؤوس الجريمة المنظمة، بعد أن ساعد “جيانكانا” “جوزيف كينيدي الأب” على استقطاب ناخبي ولاية إلينوي لمساندة ابنه في الانتخابات الرئاسية.
ولا تزال نظريات المؤامرة قائمة حتى يومنا هذا على فرضية أن عصابات المافيا دبرت، وبتنسيق من “جيانكانا” نفسه، اغتيال “جون كنيدي”.
بعد ان قضى عام في السجن في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي لرفضه الإدلاء بشهادته ضد أنشطة المافيا، غادر جيانكانا الولايات المتحدة وعاش في المكسيك وأجزاء من أمريكا الجنوبية. وفي عام 1974، عاد للإدلاء بشهادته حول محاولات وكالة المخابرات المركزية الأمريكية اغتيال “فيدل كاسترو” قبل أن يتم قتله أثناء طهيه وجبة طعام في منزله الكائن بأوك بارك، إلينوي.
بول كاستيلانو
اشتهر “بول كاستيلانو” الأب الروحي لعائلة غامبينو الإجرامية الأقوى في مدينة نيويورك ببراعته في العمل، مما دفع “كارلو غامبينو” أن يختاره خلفا له.
ولد “كاستيلانو” عام 1915 في بروكلين (نيويورك) وارتقى في صفوف المافيا بعد أن ركز على تحويل الأعمال غير الشرعية إلى شركات مربحة، مستعينا بمعارفه للتسلل إلى قطاعي البناء والأغذية.
أصبح “كاستيلانو” رئيسا لعائلة غامبينو الإجرامية وشرع في إدارة أعماله من قصره في جزيرة ستاتين وعاش ببذخ وتقاضى إتاوات أعلى من أتباعه وهو ما تسبب في استياء الكثيرين من شركائه وتحديدا أولئك الذين لم يوافقوا على خلافته لكارلو غامبينو بما في ذلك الدون “غوتي”.
بعد أن وجهت له الحكومة الفيدرالية وسلطات الولاية كيل من التهم وحاصرته بالدعاوى القضائية ، قُتل “كاستيلانو” فجأة في عام 1985 على يد “غوتي” المزاجي الذي كان يخشى أن يتخلص “كاستيلانو” منه عندما يكتشف أنه يبيع المخدرات لحسابه الخاص. ولأن رؤساء المافيا الآخرين لم يعلموا بعملية إعدام “كاستيلانو” مسبقا فقد ألقى الكثيرون منهم باللوم على “غوتي” وحملوه مسؤولية تراجع تأثير ونفوذ عائلة غامبينو.
فرانك لوكاس
ولد “فرانك لوكاس” عام 1930 في نورث كارولينا، وشق طريقه عبر عالم الإجرام في هارلم تحت إشراف رئيس عصابة الحي “بومبي جونسون”، ثم ارتقى ليصبح زعيما قويا في فترة الستينيات والسبعينيات، حيث كان يبيع الهيروين الذي يأتي به مباشرة من مورديه في جنوب شرق آسيا.
وبحلول سبعينيات القرن الماضي، كان لوكاس يجني مليون دولار يوميا من بيع هيروين “السحر الأزرق” ويعيش ببذخ، وهو ما لفت انتباه السلطات. وبعد مداهمة الشرطة لمنزله في نيو جيرسي سنة 1975، أدين لوكاس بتهم تتعلق بترويج المخدرات وحكم عليه بالسجن 70 عاما.
أطلق سراح “لوكاس” بعد أن قضى خمس سنوات فقط بسبب تعاونه كشاهد دولة في قضايا المخدرات وادعى في وقت لاحق ندمه على ما أقدم عليه والأضرار التي لحقت بمجتمعه بسبب نشاطه الإجرامي.
اقتبس فيلم “رجل عصابة أمريكي”، الذي تقمص فيه الممثل “دنزل واشنطن” دور “لوكاس” سنة 2007، عن حياة زعيم العصابة الأكثر شهرة في هارلم والذي توفي سنة 2019 عن عمر يناهز 88 عاما.