فتى العنف والثراء.. قصة حياة عدي صدام حسين من القصر إلى القبر (فيديو وثائقي)

أن تلتحق بكلية الطب ثم تغادرها بعد 3 أيام فقط بتعلة الاشمئزاز من رؤية الجثث المثخنة بالدماء ثم تمارس القتل والتعذيب والتنكيل بخصومك فذلك يدل على أنك شخص غير متوازن نفسيا ومجنون هكذا كان عدي صدام حسين الابن البِكر لرئيس العراق الأسبق صدام حسين.

نشأته الأولى

ولد عُديْ في 18 من شهر يونيو/ جوان سنة 1964 في مدينة تكريت، وأكمل تعليمه الإعدادي بأفضل مدارس بغداد وتحصّل خلالها على أفضل المعدلات، ليلتحق على إثرها بكلية الطب قبل أن يغادرها بعد 3 أيام فقط من التحاقه بها بتعلة اشمئزازه من مشهد الجثث المشرحة.

أنهى عدي صدام حسين تعليمه العالي بكلية الهندسة متحصّلا على شهادة الباكالوريوس في الهندسة، ليختتم لاحقا مساره التعليمي بإنجاز رسالة دكتوراه في العلوم السياسية تحت عنوان “العالم بعد الحرب الباردة”.

تدرّج في المناصب

تقلد الابن المدلل وخليفة صدام المرتقب آنذاك مناصب عدة في الدولة، أبرزها رئاسة اللجنة الأولمبية العراقية ورئاسة الاتحاد المحلي لكرة القدم، وصولا إلى إنشائه لكتيبة “فدائيي صدام” العسكرية عام 1996، قبل أن يدخل الحياة السياسية من بوابة البرلمان العراقي كعضو بداية الألفية الجديدة.

عُرِفَ عن عدي ذكاؤه الشديد وشغفه الكبير بالتكنولوجيا الحديثة حيث كان ملما بكل التطورات التكنولوجية، كما تعلم قيادة الطائرات المروحية في سن مبكرة.

عاش عدي طفولة مترفة في قصر ملكي وهو ما انعكس بشكل واضح على بناء شخصيته فيم بعد، ليصبح شابا فاحش الثراء ومجنون التصرفات.

حياة المجون

لم تكن حياة عدي اعتيادية بالمرة، فقد كان مولعا بالسهر والمجون ومرافقة الجميلات ومعاقرة الخمر وإدمان المخدرات الفاخرة، كما تميزت شخصيته بالعنف والقسوة والتسلط، حيث كان يعاقب كل من يخالفه الرأي بالسجن والتعذيب والتنكيل حتى أن عمه وطبان التكريتي لم يسلم من بطشه إذ أطلق عليه النار ذات مرة وكاد أن يرديه قتيلا.

لكن حادثة العام 1988 ظلّت الأكثر شهرة ورواجا في الأوساط الإعلامية، حين قتل الفتى المجنون كامل حنّا حارس والده الشخصي ومتذوق الطعام خاصته، في حفل أُقيم على شرف سوزان مبارك زوجة رئيس مصر الأسبق حسني مبارك بتلعة أن حنّا أطلق النار في الهواء قبله.

تعذيب الرياضيين

عُرف عن عدي تعذيبه للرياضيين وخاصّة للاعبي كرة القدم حينما ترأس اللجنة الأولمبية والاتحادية العراقية لكرة القدم فقد كان يُعاقِب كل رياضي يخسر في مسابقة ما بالجلد والسجن الانفرادي كما نال لاعبو المنتخب العراقي لكرة القدم في تلك الفترة نصيبهم من التعذيب والتنكيل.

وتظل واقعة إجبارهم على ركل كرة خرسانية عقب خسارتهم لمباراة في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 1994 في الولايات المتحدة الأمريكية من أطرف وأفظع المواقف.

“جيبهم مشي للعراق”

هكذا صرخ عدي في وجه رئيس بعثة المنتخب العراقي لكرة القدم على الهاتف عقب الهزيمة في كازاخستان بثلاثية خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم بفرنسا عام 1998 حيث رفض إرسال طائرة لتعود بهم إلى بغداد، بل أمر رئيس الوفد بالعودة رفقة لاعبيه المتخاذلين كما وصفهم مشيا على الأقدام.

على الصعيد العاطفي عُرف عن عدي شغفه بمرافقة الجميلات وتقول مصادر إنه كان يختطف أجمل فتيات بغداد من الجامعات والشوارع ليغتصبهم بالقوة، كما كان مهوسا باللهو والمجون وممارسة الجنس مع ملكات جمال العراق.

هذه الأسباب وغيرها عجّلت بفشل زواجه الوحيد والمعلن من ابنة عمه برزان التكريتي التي سئمت من تصرفات الفتى المجنون وسهراته الصاخبة فقررت الانفصال عنه.

صدام يسجن ابنه

لم يحظ عدي بأبناء لأنه كان رافضا للمسؤولية ومحبا للصخب والتهور والمغامرة وهو ما جعل والده صدام حسين يخشاه ويُسِرّ للمقربين منه بأنه سيعدل عن قراره توريث الحكم لهذا الولد الطائش كما وصل الأمر بصدام إلى حد رمي عدي بالسجن عام 1988 عقب قتله لحارسه الشخصي كامل حنا.

أفادت شهادات مقربين للرئيس العراقي الراحل آنذاك بأن صبره قد نفذ وذاق ذرعا بتصرفات ابنه التي شوهت صورة نظامه وجلبت له السخط والانتقاد، لكن التماس ملك الأردن الحسين بن طلال ووساطته، إضافة إلى صفح عائلة القتيل عجّلا بخروجه من السجن.

محاولات اغتيال عديدة

تعرّض عدي خلال حياته إلى عدة محاولات اغتيال تظل أشهرها واقعة العام 1996، حينما تعرّض لإطلاق نار كثيف ليصاب بسبع عشرة رصاصة خلّفت له أضرارا جسدية جسيمة لكنه نجى من الموت بأعجوبة ليعود إلى حياة الصخب والمجون بعد فترة قصيرة.

وفي محاولة منه لتجنب الاغتيالات التي تستهدفه مرارا وتكرارا جنّد عدي شبيها له ليعوضه في المهمات والفعاليات الخطيرة، هذا الشبيه هو لطيف علي، شاب عراقي من عائلة مرموقة، درس معه منذ الطفولة وكان يشبهه كثيرا في ملامح الوجه.

رفض لطيف في البداية طلب القيام بهذه المهمة الخطيرة، غير أن عُدي عذّبه وسجنه وهدّده باغتصاب أخواته إن لم يوافق على عرضه، فوافق في النهاية مرغما، ليتم إجراء عمليات تجميل لوجهه ليصبح مماثلا لوجه عدي، كما أصبح لا ينطق الراء مثل عدي.

غزو العراق

وبحلول العام 2003، غزت الولايات المتحدة العراق ليفرّ عُدي رفقة عائلته إلى سوريا، ثم سرعان ما عاد رفقة شقيقه قصي وابنه إلى الموصل أين التجؤوا إلى عائلة نواف الزيدان مستغلين العلاقة القوية التي كانت تجمع العشيرتين فمكثوا هنالك لأيام مختبئين مخافة رؤيتهم من المخبرين المتعاونين مع الأمريكيين.

لبث عدي وشقيقه مختبئين أياما يشاهدون خلالها سقوط عرشهم وزوال أسطورة جيشهم الذي لا يُقهر قبل أن ينكشف أمرهم في 22 من يوليو جويلية بعد وشاية من أحد المخبرين، لتهاجم على إثرها فرقة أمريكية خاصة مخبأهم، فنشبت معركة حامية الوطيس لم يستسلم خلالها عدي وشقيقه قُصي، وظلّا يقاومان بما كان يتوفر لديهما من أسلحة طيلة ست ساعات كاملة قتلوا خلالها أكثر من 15 جنديا أمريكيا.

نهاية تراجيدية

دفعت هذه المقاومة الشرسة الأمريكان، لاستعمال كل الأسلحة الثقيلة حتى المحرّمة منها دوليا، ليتمكنوا في النهاية، من قتل جميع من في المنزل بمن فيهم عدي وقصي وابنه، لتنتهي أسطورة الفتى المجنون بطريقة مجنونة تشبه الحياة التي عاشها.

دفن عدي وشقيقه في مقبرة العائلة في قرية العوجا، على أطراف محافظة تكريت مسقط رأس والدهم، وبسقوط العراق واحتلالها، تم اقتحام كل قصور صدام وأولاده، فتم العثور في قصر عدي ببغداد على قطع مذهبة من السلاح إضافة إلى ملايين الدولارات قيل إنه كسبها من تجارته الممنوعة مع تجار إيرانيين.

كما اكتشف الأمريكان موقف سيارات أرضي يحوي عشرات السيارات الفاخرة من طراز فيراري وبورش وغيرهما كما وجدوا في قصر الفتى المجنون حديقة حيوانات ضمت أسودا ونمورا كان عدي شغوفا بتربيتها.

هكذا إذن قُتل ابن الرئيس الذي ملأ الدنيا صخبا وضجيجا وتسلطا ليترك ثروة هائلة سرق جلها الأمريكان ويرسم نهاية تراجيدية لرجل لطالما عشق الإثارة والمغامرة.

شاهدوا الفيديو الخاص عن حياة عدي صدام حسين على قناتنا على اليوتيوب

Adv
زر الذهاب إلى الأعلى