اتفاق أمريكي إيراني بوساطة إسرائيلية ضد صدام حسين..تعرّف على فضيحة إيران كونترا !

لا تصدّق كل ما تشاهده على شاشات التلفزيون، فالموت لأمريكا ولإسرائيل قد يخفي وراءهما تحالفا خفيّا، وارتداءُ العمامة، لم يمنع رجال الدينِ الثائرين من الاستعانة بالإسرائيليين، لمحاربَةِ إخوانِهم العراقيينَ من نفس الدين.

“عرضنا صفقة الأسلحة الأمريكية على الإمام الخميني فوافق قائلا “خذوا منهم ما يكفي للحرب “كان هذا اعترافَ هاشمي رفسَنجاني، الرئيسُ الإيراني الأسبقُ الراحِل ومهندسُ أشهرِ صفقةٍ في التاريخ بين واشنطن وطهران المعروفةُ بإيران غايت أو فضيحةُ إيران _ كونترا.

السنة: 1980

المكان باريس

الحاضرون

*جورج بوش الأب نائبُ الرئيس الأمريكي ريغان

*أبو الحسن بَنِي صدر رئيسُ الوزراءِ الإيراني

*أري بن ميناشي مندوبُ الموساد الإسرائيلي حينها اليهودي من أصل إيراني

خلال هذا الاجتماع السري، وبفضل وساطة إسرائيلية رسمية تمّ توقيعُ اتفاقٍ سري بين أمريكا وإيران التي كانت تخوض آنذاك حربا ضروسا ضد العراق.

وفي وقت كان فيه إخوان الدين الواحد يتقاتلون، وعشرات آلاف القتلى والجرحى يتساقطون، كانت الصفقةُ التي توسّطت فيها تل أبيب، تهدِفُ لضربِ عصفوريْن بحجرٍ واحد، استنزافُ بغداد وكبحُ جِماحِ صدّام حسين في نفس الوقت.

يقضي الاتفاق المُوقّع بين الطرفين بتزويد طهران بأسلحة متطورة، تشمل:

*قطعَ غيارات طائرات “فانتوم”

*3 آلاف صاروخ من طراز تاو

*صواريخ أرض جو هُوك

لكن مقابل ماذا كان هذا الاتفاق ؟

لم يكن قبول واشنطن بهذا الاتفاق من أجل عيون الإيرانيين أو لمجرّد النكاية في نظام صدّام حسين، فالمقابلُ كان أهم بكثير حيث شمِلَت الصفقة:

*إطلاقَ سراحِ مواطنين أمريكيين كانوا محتجزين في لبنان بتدخّل مباشر من ميليشيات شيعية موالية لإيران

*بيعُ الأسلحة لإيران بأسعارٍ مرتفعةٍ لتحويل المبالغِ الفائضةِ إلى قوات “الكونترا ”

ومن هنا كان أصل التسمية، فضيحة إيران _كونترا، فما هي الكونترا؟

كونترا أو قوات الثورة المضادة، هي ميليشيات مدعومة أمريكيا للإطاحة بالحكومة اليسارية وحزب ساندينيستا الشيوعي الحاكم في نيكاراغوا، وهي فصلٌ من فصولِ الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي، بهدفِ تقليمِ أظافر موسكو في أمريكا اللاتينية وكل العالم.

وفي شهر أوت/أغسطس عام 1985، وبينما كانت منابر الجمعة تهتزّ خلف الخميني في العاصمة الإيرانية طهران، بدعاء الموت لأمريكا وإسرائيل، كان مطار مهر أباد يستعد لاستقبال أوّلِ شحنةِ سلاح من تل أبيب، 96 صاروخا من طراز تاو، في صفقة كان وسيطها تاجر السلاح السعودي عدنان خاشقجي، لتتالى بعدها الشحنات في نفس العام على هذا المنوال:

14 سبتمبر: 408 صاروخٍ من نفس الطراز

24 نوفمبر: 18 صاروخا مضادا للطائرات من نوع “هوك”

17/27 من فيفري/فبراير: 1000 صاروخ “تاو ” على دفعتين

24 ماي: 508 صاروخ “تاو” و240 من قطع غيار صواريخ “هوك”

28 أكتوبر: 500 صاروخ “تاو”

لكن وبعد أيام قليلة وتحديدا في شهر نوفمبر 1985، لم تصل الشحنة المبرمجة فحدثت الفضيحة، حيث نشرت صحيفة الشراع اللبنانية أول تحقيق حول الموضوع، لتتبعها قناة بي بي سي البريطانية.

وتحت ضغط الرأي العام الأمريكي، أعلن الرئيس الأمريكي رونالد ريغان في 16 نوفمبر من نفس العام، عن تأسيس لجنة رئاسية للتحقيق في الملف، نشرت نتائج تحقيقها بعد سنة كاملة من مباشرة أعمالها، ثمّ تبِعَها الكونغرس بنشر تقريره النهائي حول القضية، خلُص فيه إلى تحميل ريغان المسؤولية كاملة لهذه الفضيحة، إضافة لاتهام الإدارة الأمريكية بازدراءِ القانونِ وممارسةِ التكتم والخداع.

لكن ورغم هذه الفضيحة الدولية، تواصلت الحرب العراقية الإيرانية لعامين آخرين، تسابق فيها الطرفان في قتل بعضِهما البعض، موقعين نحو مليون قتيل، وخسائرَ مالية بلغت زَهاء 400 مليار دولار.

شاهدوا الفيديو الخاص حول فضيحة إيران كونترا

 

Adv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى