كانت تحمل سلاحها الخاص طيلة فترة الحرب على العراق.. ماذا تعرف عن رغد صدام حسين؟

خاص-“الموندو”-أحمد محروق-صحفي تونسي- قُتل زوجها بأمر من والدها وغُيّبت عن المشهد السياسي طيلة حكم صدام حسين، لتصبح بعد سقوط بغداد الناطقة الرسمية باسم عائلتها وحزب والدها ومدافعة شرسة عن حكم آل المجيد في العراق.

من هي رغد؟

هي رغد صدام حسين البنت الكبرى لرئيس العراق الأسبق، ولدت في 2 سبتمبر 1968 بالعاصمة بغداد ولقبت بالمرأة الحديدية وبزغ نجمها كثيرا منذ سقوط بغداد وانهيار حكم البعث كما عرفت بدفاعها الشرس عن حكم والدها وردها العنيف على منتقديه ومروجي الإشاعات.

عاشت رغد طفولة رائعة خاصة بعد وصول والدها إلى الحكم في العراق سنة 1969 ودرست في أفضل مدارس بغداد كما تحصّلت على الباكالوريوس في الترجمة الإنجليزية من جامعة بغداد.

تزوجت في سن الـ 15 من حسين كامل ابن عم والدها الذي كان يشغل وقتها وزير التصنيع العسكري سنة 1983 وأنجبت منه 5 أبناء، ولاقى زواجها من حسين رفضا كبيرا من عمها برزان الذي عارض أخاه الأكبر معتبرا أن حسين الأمي والجاهل لا يليق بابنة الرئيس العراقي.

زواج قلب حياتها

تجاهل صدام حسين معارضة إخوته لوثوقه الكبير في ابن عمه وهو ما جعل من حسين كامل الرجل الثاني في العراق الأمر الذي أثار حفيظة عدي شقيق رغد الأكبر لتنطلق بعدها الصراعات والاختلافات في كواليس النظام البعثي.

كان محرّما خلال تلك الفترة على نساء آل المجيد اقتحام المعترك السياسي، فالعرف العشائري يرفض دخول المرأة للحياة السياسية، حتى أن مجرد المشاركة في مأدبة عشاء رفقة رجال آخرين كان ممنوعا.

تناقض رهيب كان يعيشه نظام البعث الحداثي العلماني، ففي ظاهره يدعو للتحرر ونبذ الرجعية، لكن في باطنه يجيز زواج القاصرات ويمنع النساء من لعب أي دور سياسي.

في خضم كل هذا عاشت رغد حياة سعيدة رفقة زوجها الطموح وأبنائها التي انشغلت بتربيتهم وكان حضورها الرسمي في الفعاليات أو الأنشطة منعدما تقريبا كما كانت حياتها الزوجية مستقرة إلى أن حلت الصاعقة التي قلبت كل الموازين.

انشقاقات أغضبت صدّام

ففي صيف العام 1995، قرّر زوجها وشقيقه صدام زوج أختها رنا، الانشقاق عن النظام والفرار إلى المملكة الأردنية.

حادثة مفاجئة لم يتوقعها أكبر المتفائلين من أشرس معارضي النظام البعثي، فكيف يمكن لحسن كامل الذراع اليمنى لصدام الانشقاق عمن صنع اسمه ومجده وانتشله من الفقر والخصاصة.

واقعة أغضبت صدام كثيرا، ولكن ابنته رغد، برّرت لعائلتها بأنه تم خداعها وبأن زوجها أعلمها بأنهم ذاهبون في إجازة لبضعة أيام للاستجمام، ليتمادى حسين كامل في نشر غسيل نظام صدام في الصحافة العالمية محاولا تزعّم المعارضة العراقية طمعا في إحداث انقلاب.

سرعان ما فشلت مخططات الجاهل الطموح كما لقبه وزير الخارجية العراقي الأسبق طارق عزيز، ليجد نفسه في نهاية المطاف منعزلا متروكا في غربته، بعد أن تخلت عنه كل قوى المعارضة التي اعتبرت حسين كامل مشروع ديكتاتوري جديد لا غير.

في تلك الفترة، تواترت الاتصالات بين بغداد وكامل لإيجاد وفاق وصلح، وهو ما حصل مع بداية العام 1996، حين تلقى ضمانات وتطمينات من عدي صدام حسين، الذي وعده بضمان حياته حين عودته، ليقرّر صهر صدام، العودة إلى بغداد رغم معارضة شقيقه للفكرة فهو يعرف جيدا ابن عمه صدام وبطشه لكن حسين أصر وفرض على شقيقه العودة بالقوة وهو ما تم في النهاية.

وجد الشقيقان حين عودتهم عدي في استقبالهم حيث قام بإرسال شقيقته إلى قصر والده فيم عاد حسين وشقيقه إلى منزلهم، وفي اليوم الموالي طلّق صدام حسين بناته رغد ورنا بالقوة من حسين كامل وشقيقه رفض رغد للطلاق حسب ما أفاد به عديد المقربين إلا أنها لم تكن قادرة على معارضة والدها وأشقائها.

تصفية الخصوم السياسيين

اجتمع صدام بكبار القوم في عشيرته، معتبرا أن ما أتاه ابني عمه وصهريه عار على العشيرة، ويجب غسل هذا العار إلى الأبد، حيث صرّح صدام في هذا الاجتماع العشائري بأنه صفح عن حسين وشقيقه قانونيا لكن للعشيرة قوانينها ونواميسها التي وجب احترامها.

وبعد أيام قليلة من هذا الاجتماع، هجم مقاتلون يتزعمهم عدي صدام حسين على منزل كامل الحسن، أين دارت معركة حامية الوطيس دامت لساعات طويلة، وانتهت بمجزرة فظيعة راح ضحيتها 12 شخصا من العائلة، كان على رأسهم كامل الحسن شقيق صدام حسين وزوجته وصهرا صدام.

عانت رغد بعد هذه الحادثة من التهميش والتغييب، فلم يكن يسمح لها أبدا بالظهور إعلاميا أو المشاركة في أية فعاليات، ومع حلول 2003، تعرّض قصرها المطل على واد دجلة أول أيام الغزو الأمريكي إلى قصف عنيف ففرّت إلى منزل خالها عدنان رفقة أبنائها وبقيت هنالك لفترة من الزمن.

هروب من العراق

ومع سقوط بغداد، غادرت رغد نحو الأراضي السورية رفقة شقيقتها رنا وأمها، قبل أن يطلبوا اللجوء من المملكة الأردنية التي وافقت على طلبهم لتستقر هنالك إلى يومنا هذا.

طيلة فترة الحرب، كانت رغد تحمل سلاحها الخاص، وعلى إثر اعتقال والدها وبداية محاكمته، بزغ نجم رغد إعلاميا، فأضحت وريثة نظام صدام حسين وأيقونته، بتصريحاتها وحواراتها الإعلامية المدافعة عن والدها ونظامه والمكذبة للشائعات والافتراءات.

وفي العام 2007، عاتب النظام الأردني رغد إثر تصريحاتها النارية ضد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الذي نعتته آنذاك بالطائفي، لتصبح مطلوبة بشدة من النظام العراقي والإنتربول الذي طالب المملكة الأردنية بتسليمها، لكن الملك عبد الله ملك الأردن رفض ذلك رفضا قطعيا، معتبرا ضيافة رغد وعائلتها واجبا إنسانيا.

حفيدة صدام

ومنذ عامين، أصدرت ابنتها حرير كتابا بعنوان”حفيدة صدام”، عادت من خلاله إلى أبرز فترات نظام جدها، كشفت في ثناياه أسباب انشقاق والدها وكيف انتهى به المطاف قتيلا.

وخلال أكثر من ظهور إعلامي لها، سُئلت حرير عن إحساسها تجاه جدها الذي كان وراء مقتل والدها، فكانت تجيب في كل مرة بأن الأخطاء والخلافات تحصل في كل العائلات، مذكّرة بأنها فخورة بجدها ووالدها في نفس الوقت.

في السياق ذاته، ظلّت رغد مدافعة عن نظام والدها ورافضة للحديث عن حيثيات مقتل زوجها وطلاقها منه، كما انتقدت أحيانا أعمامها، لتصبح رغد أيقونة عائلة صدام حسين والمدافعة الشرسة عن نظام والدها الذي لم يسلم أقرب الناس من بطشه.

شاهدوا الفيديو الخاص بـ“الموندو” حول رغد صدام حسين

Adv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى