سعيد بن رحمة.. من لاعب هاو في الجزائر إلى نجم ساطع في الكرة الإنجليزية
قصة كفاح ونجاح ترويها تفاصيل صعود اسم الجزائري سعيد بن رحمة، لاعب كرة القدم الذي دوّن اسمه بأحرف ذهبية، بعد أن فرض نفسه بسرعة قياسية نجما ساطعا في ملاعب إنجلترا موطن كرة القدم بعد سنوات من جحيم فرنسا.
نشأته الأولى
ولد بن رحمة بمدينة عين تموشنت بالغرب الجزائري، لعائلة من جذور ولاية سيدي بلعباس عام 1995، وهناك قضى طفولته في تعلّم كرة القدم قبل أن يتقمّص بين عامي 2004 و2006 أزياء نادي نجم بطيوة الهاوي بإحدى رابطات المنطقة الغربية.
أثناء نشأته الأولى، لم يكن بن رحمة يجيد أي شيء وخاصة الدراسة، بسبب عدم إجادته للغة الفرنسية، لكنه كان قوي العزيمة، حيث ينقل عنه أصدقاؤه كلماته الشهيرة التي كان يردّدها وقتها “يجي النهار وتتفرجوا فيا في التلفزيون”.
وفي العام 2006، سافر سعيد بن رحمة رفقة عائلته لفرنسا ليستقرّ في مدينة تولوز، لتبدأ رحلته في عالم كرة القدم الفرنسية من مرحلة الهواة، حيث لعب عامي 2010 و2011 مع نادي بالما الفرنسي، قبل أن ينضم عام 2011 لنادي كولومبييه لمدّة سنتين، خطف فيهما أضواء الشهرة وصار تحت أعين كشّافي أندية دوري الدرجة الأولى.
في تلك الفترة، نجح كشافو نادي نيس في خطف اللاعب من عديد الفرق الأخرى على غرار نادييْ موناكو وفالنسيان، وتم ضمه لمركز تكوين الشبان لنادي الجنوب الفرنسي.
تجربة نيس الفاشلة
وفي سن 18، شارك بن رحمة لأول مرة مع فريق نيس، حيث منحه المذرب كلود بويل فرصة اللعب في لقاء جمع نيس بفريق تولوز المدينة التي سافر إليها بن رحمة ولكن فريقه خسر المباراة بنتيجة هدف لصفر.
ورغم بدايته المبكرة مع الفريق الأول بنيس، فقد فشل بن رحمة في إثبات إمكانياته لتقتصر مشاركاته على عدد قليل من اللقاءات، ما تسبّب في خروجه تدريجيا من حسابات مدرّبي الفريق، قبل أن يتم التخلّص منه بإعارته لأندية أخرى، مثّلت لعنة حقيقية في مسيرة اللاعب.
خاض سعيد بن رحمة، 3 تجارب متتابعة في نطاق الإعارة مع كلّ من أنجيه وأجاكسيو وشاتورو، ولكن تجربتيه الأولى والثانية لم تكن موفّقة، ليحطّ على إثرهما الرحال بنادي شاتورو، أين فجّر إمكانياته الكروية مفاجئا الجميع، ليخطف بعدها الأنظار بفضل مهاراته وسرعته العالية، بالإضافة لمساهمته في 15 هدفا في دوري الدرجة الثانية الفرنسي.
تجربة شاتورو كانت الانطلاقة الفعلية للاعب الجزائري، حيث جلبت إليه أنظار بريندن ماكفارلان، المسؤول عن خلية مراقبة اللاعبين في فرنسا لنادي برنتفورد الإنجليزي، والذي كان له الدور البارز في إقناع مسئولي النادي بضمه صيف العام 2018 بصفقة بلغت 1.8 مليون دولار.
في الملاعب الإنجليزية
وفي الملاعب الإنجليزية، بدأ سعبد بن رحمة تجربته من الباب الكبير، حيث شارك خلال أول موسم له في 45 مباراة بمختلف المسابقات ساهم خلالها في 28 هدفا ما بين صناعة وتسجيل.
إصرار اللاعب القوي وطموحه لم يتوقّف عند هذا الحد، حيث واصل عروضه الخرافية في موسم الثاني مع نادي برنتفورد، سجل خلاله 17 هدفا وأهدى 10 تمريرات حاسمة، في 46 مباراة شارك فيها بمختلف المسابقات.
وفي ظرف 5 سنوات فقط، تحوّل سعيد بن رحمة من لاعب غير مرغوب فيه بنادي نيس، إلى مطلب رئيسي لكبار أندية الدوري الإنجليزي الممتاز “البريمييرليج”، حيث وُضِعَ على رادارات 5 أندية لندنية، توتنهام ووست هام وفولهام وتشيلسي وأرسنال.
لينتهي به المطاف في النهاية، بنادي وست هام لموسم على سبيل الإعارة، مع أحقية الشراء مقابل 30 مليون دولار، ما يعادل 20 ضعف ثمنه في البداية، بعد أن تم التفريط فيه من نيس إلى برنتفورد قبل موسمين، مقابل 1.5 مليون دولار فقط.