كريستيانو رونالدو أم ليونيل ميسي.. من هو أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ؟

حمزة المثلوثي

مترجم صحفي

ماذا تعني لك كلمة ماعز؟ حيوان مزعج كثير الحركة؟ دابة دجنها الانسان منذ سنوات طوال؟ أو حيوانا لطيفا يطيب لك التواجد جانبه؟ إذا كنتَ مشجعا لكرة القدم العالمية، فإن كلمة “ماعز” أو GOAT باللغة الانجليزية تعني أكثر من ذلك بالنسبة إليك.

ما معنى G.O.A.T ؟

G.O.A.T، أو اللاعب الأعظم في كل الأزمان .. في كرة القدم هو وصف أطلقه المشجعون حول العالم للتغني بأبرز لاعبي المستديرة على مدار التاريخ، فمنهم من يرشح بيليه وآخرون يرون في مارادونا الجدارة والاستحقاق في حين يرشح البقية اسمين دون غيرهما: فمن كان الأجدر بلقب ماعز كرة القدم بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو؟ 

ليس بالإمكان اختصار مسيرتي البرغوث الأرجنتيني والدون البرتغالي، فأحدهما صال وجال مراوغا كل من تجرأ على الوقوف بوجهه داخل المستطيل الأخضر وكان حجر أساس فترة تاريخية في نادي برشلونة،فبُنِي حوله مشروع كروي أتى على الأخضر واليابس في منصات التتويج والألقاب الجماعية، وقدّم للعالم أحد أفضل العروض الفرجوية في تاريخ المستديرة.

والثاني، أمطر شباك خصومه بأهداف من كل حدب وصوب، وأبدع في إسكات منتقديه كلما سمِع لهم استهجانًا وتصفيرا، فكان سيد المناسبات الكبرى وجنرال الحسم كلما ضاقت واشتدت واستحق أن يكون أكثر من وجد إلى طريقها سبيلا.

ليونيل ميسي

فاز البرغوث الأرجنتيني ب 35 لقبا بقميص برشلونة، كما له من الألقاب الفردية الكثير فهو الأكثر تتويجا بجائزة الكرة الذهبية في التاريخ في ست مناسبات مختلفة ولا مثيل لأحذيته الذهبية الستة أيضا فضلا عن نيله لجائزة أفضل لاعب في كأس العالم 2014 وظهوره في تشكيلة العام 14 مرة بالتساوي مع غريمه كريستيانو رونالدو الذي يمتلك خمس كرات ذهبية وأربعة أحذية ذهبية فاز بها مع فريقين مختلفين ريال مدريد ومانشستر يونايتد.

وفي مطلع السنة الحالية، اختير ليونيل أفضل صانع ألعاب خلال العقد الماضي، من قبل الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءَات كرة القدم متفوقا على عمالقة خط الوسط مثل أندريس اينيستا ولوكا مودريتش.

ليس هذا فقط، يعد ميسي الهداف التاريخي لنادي برشلونة كما أنه أكثر من سجل أهدافا في سنة ميلادية واحدة بواقع 91 هدفا سنة 2012.

97  هدفا هو رقم عجزت أندية كثيرة عن بلوغه، لكن ميسي قال كلمته، وجعل من زيارة شباك الخصوم هوايته المفضلة، وهي هواية تضاف إلى عدة مهارات أخرى يمتلكها ويبرع فيها، مثل صناعة الأهداف، والمراوغة، والتحكم في رِتم المباريات ونسقهاوإضافة المزيد من الألقاب إلى خزانة نادي برشلونة، لكن هنا تكمن المشكلة.

هنا تكمن المشكلة

فصاحب الرقم 10 لم يعانق الذهب بقميص منتخب بلاده بعد، ولا يزال عاجزا عن الظفر بلقب دولي رغم مسيرته الزاخرة بالتتويجات، فكلما وصل إلى نهائي بطولة ما، امتَنع أو مُنِع من كتابة التاريخ بقميص منتخب بلاد التانجو، وفي مدح ميسي دُوِّنَت قصائد شعرية شتى، بأقلام أفضل اللاعبين والمدربين حول العالم.

“من هو أفضل لاعب في العالم؟ ليونيل ميسي. من هو أفضل لاعب في تاريخ كرة القدم؟ ليونيل ميسي”- أرسين فينغر (مدرب أرسنال السابق)

“ارتديت القميص رقم 10 رفقة المنتخب الأمريكي لكرة السلة تكريمًا لأعظم رياضي رأته عيناي: ليونيل ميسي”- كوبي براينت (أسطورة كرة السلة)

“دييجو مارادونا جعلنا نعيش لحظات شاعرية لا تنسى، لكن ميسي أفضل منه دون شك”-دييجو سيميوني (مدرب أرجنتيني)

ليونيل ميسي أسطورة دون أدنى شك، لكن عندما يتعلق الأمر بسباق الأعظم في تاريخ كرة القدم، قد يكون لغريمه البرتغالي رأي آخر.

كرستيانو رونالدو

أعجوبة كرة القدم في القرن 21، وأكثر من سجل أهدافًا في التاريخ، متجاوزا بذلك أساطير مثل بيلي وجوزيف بيكان وروماريو

وحتى ليونيل ميسي نفسه.

رونالدو رونالدو رونالدو، هكذا هتفت جماهير اليونايتد متغنية بنجمها الشاب في السابق، كيف لا وهو من فاز معهم بجميع الألقاب الممكنة، فردية كانت أو جماعية.

فاز الدون البرتغالي ب 33 لقبًا حتى الآن، تُضاف إليها ألقاب فردية تجاوزت المائة، افتتح لها صاحبها متحفًا يتسع لها جميعًا، في مسقط رأسه بجزيرة ماديرا البرتغالية.

أفضل لاعب في العالم

أفضل لاعب في العالم في خمس مناسبات مختلفة، وهداف دوري الأبطال الأفضل.

رَجلٌ وعد فأوفى، فلعب وأقنع .. وسجل وأمتع، فكان الأكثر تهديفا في الأدوار الاقصائية لدوري الأبطال، واسألوا نوير وأوبلاك وبوفون عن ذلك.

قبل رونالدو، لم تفز البرتغال بأي لقب قاري في عالم كرة القدم، لكن كان لرونالدو رأي آخر، فهو الذي قادها للفوز بيورو سنة 2016 ودوري الأمم الأوروبية في 2018، ليصبح صاحب الرقم 7 تقويما تُسرَدُ على أساسه أبرز أحداث التاريخ البرتغالي، كيف لا وهو على بعد خطوات من تحطيم رقم علي دائي التاريخي (109 هدف دولي) والانفراد بصدارة الهدافين التاريخيين لمنتخبات كرة القدم.

رونالدو صانع التغيير وقائد الثورات والاستثناء في عالم كرة القدم، راوغ الجميع وسجل في شباك أعتى الحراس وحسم مباريات لا تحصى ولا تعد، ودوّن التاريخ في صفحات الأندية الأوروبية التي لعب لصالحها، سبورتينغ لشبونة، مانشستر يونايتد، ريال مدريد، ويوفنتوس.

تصريحات عن رونالدو

رونالدو مرادف الإصرار والعمل الجاد في عالم كرة القدم، وهو قدوة للاعبين الصغار، وأسطورة يتغنى بها الكبار.

“عندما يلعب رونالدو، يبدأ فريقك المباراة متقدما بالنتيجة 1ـ0” -كارلو أنشيلوتي (مدرب ريال مدريد سابقا).

“إذا ما كان علي اختيار لاعبين يكونون فريقًا ما، سيكون رونالدو خياري الأول”- بيلي (أسطورة كرة القدم).

“اليوم، هناك لاعبون جيدون للغاية، مثل نيمار ومبابي وسواريز وهازارد.. يمكن لأي منهم أن يصبح أفضل لاعب في العالم، لكنني سأختار رونالدو وأضعه بجانبي في نفس مرتبتي”-ليونيل ميسي.

يرى ميسي أنه ورونالدو متساويان وفي مرتبة واحدة، فهما يعتليان منصات التتويج منذ عقد ونصف من الزمن، في واحد من أكبر الصراعات الثنائية في عالم كرة القدم، إن لم يكن أعظمها على الإطلاق.

صراع يكون فيه المشاهد المستفيد الأكبر، فتجف الأقلام أثناء كتابتها لإنجازات رونالدو وميسي والأرقام القياسية التي يحطمانها كل أسبوع، ونعجز كمشجعين عن اختيار الأفضل بينهما، فما لنا إلا الاستمتاع بهما والكف عن المقارنات، تقديرا لمسيرتين من الصعب تكرارهما، وتخليدا لتاريخ لا يزال يكتب يوما بعد يوم.

شاهدوا الفيديو الخاص بـ“الموندو” حول هذا الموضوع

Adv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى