حبيب نور محمدوف: من مصارع للدّببة عند الصغر إلى بطل عالمي في الـ”إم إم آي” (فيديو)
حبيب نور محمدوف، هو أحد أبرز أبطال العالم التاريخيين للوزن الخفيف في بطولة الفنون القتالية المختلطة ”إم إم آي”، بسجلّ خال من أيّ هزيمة، مُحقّقا أطول سلسلة انتصارات بـ29 انتصارا على التوالي، شملت أقوَى المُنافِسين مثل الإرلندي كونر ماك جريجُور والأمريكي دستِن بوريير.
شعارُه في الحياة أن الحمد لله، كلمة جهر بها عاليا بكلّ فخر واعتزاز وثقة في النفس، بعد كلِّ نزال أمام عشرات الآلاف من الجماهير الحاضرة وملايين المتابعين في كلّ أنحاء العالم.
احترام وتقدير من الجميع
لم يكن حبيب من المصارعين المفضّلين لدى فئة واسعة من جماهير هذه الرياضة، لكنّه كسب احترامهم وتقديرهم وصداقة من نجوم الرّياضة، على غرار لاعبي كرة القدم السويدي زلاتان إبراهيموفيش والبرتغالي كريستيانو رونالدو.
وصل النّسر الداغستاني بكل استحقاق إلى باب العالمية، حتى أن بطل العالم السابق في هذه الرياضة، الكندي جورج سان بيار أكّد استعداده للعدول عن قرار اعتزاله فقط من أجل مواجهة حبيب لكونه “الأفضل”، لكن أمنية الكنديّ صعبة المنال إن لم نقل مستحيلة.
فبعد فوز حبيب في نزاله الأخير ضد الأمريكي جاستن غايتج، رغم الأخبار التي تؤكد خوضه اللقاء بكسر في ساقه، أعلن البطل الداغستاني اعتزاله النّهائي، بعد انتهاء المباراة التاريخية بإخضاع منافسه وسط الحلبة، انفجر النسر الداغستاني باكيا.
سبب الاعتزال
فالبطل القادم من قرية سلدي، كان قد قطع وعدا لأمّه بأنّ المباراة التي خاضها ستكون آخر مباراة له قبل الاعتزال، بسبب وفاة والده ومدرّبه عبد المناف محمّدوف، في شهر يوليو جويلية 2020 فيروس كورونا، وقد كان عبد المناف وراء نجاح ابنه المصارع الأُسطوري، حيث كان المرشد والمربّي والمدرّب المخضرم.
أشرف الوالد على صقل مهارة ابنه وتكوين شخصيّته بشكل دائم منذ سنّ الثامنة، حتى أن الأمر استدعى في وقت من الأوقات مصارعة حبيب لدبّ صغير، كما اجتهد في تربية ابنه وفق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف ولاحظ العديد التزامه الكبير بذلك.
لم يتوقَّف دور الأب مع ابنه عند هذا الحدّ، حيث عبّد له الطريق ليكون طالبا ناجحا في الدراسة، حيث يُتقن حبيب 5 لغات ودرس الاقتصاد بجامعة بليخانوف في موسكو.
تواصل مستمرّ مع بوتين
لم تتوقف شهرة النسر القوقازي عند الحلبة، فالرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان ولا يزال أحد المعجبين بهذا البطل، حيث أظهر دعما كاملا له، واستقبله رفقة والده بعد انتصاره على المشاغب ماك غريغور عام 2018، مؤكدا أنه يمثّلُ فخرا لروسيا ورمزا من رموز إشعاعها، كما أبدى تعاطفا كبيرا معه أثناء مرض والده وكان في تواصل مستمرّ معه.
وبعد المباراة التي انتظر ثم تابعها الملايين من أحباء المصارعة، وفى النّسر بوعده وعاد إلى دياره في جبال داغستان، حاملا أفضل تكريم لشعبه ولوالده، بطولة العالم للـإم إم آي، لكنه ترك لوعة وحسرة كبيرة في صفوف متابعيه في كل أنحاء العالم.
استطاع حبيب نورمحمّدوف رغم اعتزاله أن يرغم العالم على تقديره واحترامه، خاصة بعد أن شاهد الملايين غيرته على الدين الإسلامي، قبل وأثناء وبعد نزاله الشهير ضد المصارع الإيرلندي ماك غريغور، حين سخر من الإسلام فلقّنه الداغستاني درسا لم ولن ينساه طوال حياته، فصار بالنسبة للكثيرين قُدوةً وسفيراً مُشرقاً للمسلمين حول العالم.