كيف تختار الهاتف الذكي المناسب لميزانيتك؟

حمزة المثلوثي

مترجم صحفي

هل يعيش هاتفك الذكي أيامه الأخيرة؟ هل أنت مستعد للترقية وشراء هاتف أفضل؟ يمكنك القيام بذلك الآن لأن الخيارات الجديدة متوفرة أكثر من أي وقت مضى. ومعنى ذلك أنه سيتعين عليك البحث والتمعن في العديد من الخصائص التي تتمتع بها الهواتف الذكية، فضلا عن لائحة طويلة من المصنعين والأنواع، ما قد يشكل عبئا ثقيلا. ليس عليك الشعور بالقلق، فنحن هنا لنجعل مهمتك أسهل.

ولتكون هذه النصائح ملائمة للجميع، حرصنا على تجنب ذكر طراز معين من الهواتف دون غيره، لكن سيتوجب عليك اتباع إرشاداتنا لتكوين فكرة شاملة حول جميع الهواتف المتوفرة في السوق حاليا.

الفرق بين نظام أي أو إس ونظام أندرويد

يرى البعض أن نظام تشغيل هاتفهم الجديد هو الأفضل على الاطلاق، بينما لا يهتم الآخرون لهذه النقطة أساسا. وفي حين طرأت بعض التغييرات على نظامي أي أو إس وأندرويد خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أنهما أكثر تشابها أكثر من أي وقت مضى، فهما اعتادا استعارة ونسخ بعض الخصائص من بعضهما البعض لسنوات.

في المجمل، ستعمل أغلب تطبيقاتك المفضلة مثل سبوتيفاي وفيسبوك بشكل جيد على كلا النظامين، فهما يمنحان المستخدم جميع المزايا الأساسية التي تتيح لك فعل ما تريد على هاتفك العصري. وإقرارا للحق، يعتبر نظام أندرويد نظام التشغيل الأكثر قابلية لإجراء التعديلات، فهو يتيح لك إمكانية تعديل تطبيق المحادثة الرسمي أو المتصفح الذي تعتمد عليه، كما يمكنك تغيير شكل أيقونات التطبيقات وتصميم واجهة مخصصة بالكامل. إن لم يكن ذلك كافيا، يمكن لبعض التطبيقات في نظام أندرويد التحكم في الهاتف بشكل أكثر تعقيدا وتوفير تجربة استخدام أكثر تخصصا.

ولعل أبرز الأمثلة الدالة على هذا التحكم هي تطبيقات تسجيل الشاشة المتوفرة بكثرة في متجر البلاي ستور، فأنت لن تجد أي تطبيق مماثل في متجر تطبيقات آبل “آب ستور”، فآبل لن تمنح التطبيقات الخارجية صلاحية تسجيل ما يحدث على شاشتك، وسيكون ذلك حكرا على التطبيق المثبت مسبقا على الهاتف والذي توفره الشركة.

تجدر الإشارة إلى أن جميع التطبيقات تبنى على أساس تمتعها ببعض الصلاحيات داخل الهاتف، مثل معرفة مكان تواجدك أو استخدام الميكروفون لتسجيل الصوت وما إلى ذلك. وبالنسبة لآبل، لا يمكنها السماح للتطبيقات الخارجية بتسجيل ما يحدث على شاشة هاتفك أثناء تشغيلك لتطبيقات أخرى.

بشكل عام، يعد نظام تشغيل أي أو إس أكثر تقييدا فلا يُمكن مستخدمي هواتف الأيفون أو التطبيقات من فعل ما يشاءون على هواتفهم. ويرى مستخدمو هذه الهواتف أن هذا التقييد يتيح تجربة استخدام أفضل، في حين يرى المنتقدون أن التجربة بحد ذاتها مقيدة للغاية. وعلى سبيل المثال، يمكنك تنصيب تطبيقات مثل “أوتلوك” و”جيميل” وغيرها على هاتفك الأيفون، لكن عندما تريد بعث رسالة إلكترونية ستجد أن تطبيق “آبل مايل” سيفتح بصفة تلقائية دون الرجوع إلى التطبيقات الأخرى.

تجدر الإشارة إلى أن هواتف أيفون مصممة للعمل مع الأجهزة الأخرى التي تنتجها آبل، مثل حواسيب ماك بوك وساعات آبل الذكية، لكن ذلك لن يمنعك من مزامنة بيانات هاتفك ومتجر “أيتونز” باستخدام حاسوب يعمل بنظام “ويندوز”. وفي حال أردت الاختيار بين هواتف أيفون أو نظيراتها التي تعمل بنظام أندرويد، يجب أن تضع بعين الاعتبار جميع التطبيقات والمنصات الرقمية التي تستخدمها يوميا.

وعلى الرغم من النقاشات التي قد تصادفك على الانترنت، فإن نظامي أي أو إس وأندرويد متقاربان للغاية فيما يتعلق بالخصائص وتقييمات الأداء. ويتوفر كل نظام على طريقة عمل معينة وشعور خاص يصاحب استخدامه. وفي حال لست ملما بواحد من هذين النظامين، أمسك بهاتف صديقك ذو نظام التشغيل غير المألوف واستخدمه لمدة 10 دقائق لتطّلع على تجربة استخدامه.

قرّر إذا ما كنت تريد تغيير نظام تشغيل هاتفك الحالي أو الإبقاء عليه

لا يتعلق تغيير المستخدمين لنظام تشغيل هواتفهم بالمزايا الخاصة بكل نظام والمقارنة بينها، بل إنه يتمحور حول ما إذا كان هذا التغيير جديرا مجديا أو لا. ويرجع سبب ذلك إلى أن شركتي غوغل وأبل تسعيان لتقييد المستخدمين ودفعهم حصرا لاستخدام تطبيقاتهم لأقصى حد ممكن.

وفي حال كنتَ مستخدما وفيا لتطبيقات غوغل مثل “جيميل” و”غوغل درايف” وتطبيق غوغل للصور، لا تقلق بشأن تبني نظام تشغيل جديد، فجميع هذه التطبيقات متوفرة في كلا النظامين. وبنقرة زر واحدة، يمكنك تثبيت جميع تطبيقات غوغل على هاتفك الذكي الجديد (إلا إذا كنت مستخدما لهواتف هواوي طبعا).

أما إذا كنتَ قابعا على ضفة شركة أبل وتريد العبور إلى ضفة مستخدمي هواتف الأندرويد، ستكون السباحة بين الضفتين مثيرة للمتاعب بحق. ويرجع سبب ذلك إلى أنك ستضطر للتخلي عن نظام “أي ميساج” الخاص بهواتف أيفون، كما أن الأغاني والأفلام التي سبق لك شراؤها من متاجر أبل لن تعمل على هاتف أندرويد، وسيتعين عليك استخدام برنامج “أي تونز” على حاسوبك أو تلفاز أبل أو جهاز الأيباد الخاص بك.

إقرارا للحق، لا يعتبر التحول من استخدام الأيفون إلى هواتف الأندرويد ضربا من ضروب المستحيل، لكن ذلك سيكون صعبا للغاية إذا لم تكن تستخدم خدمات غوغل باستمرار في هاتفك الأيفون. ويعتمد هذا التحول في مجمله على مقدار تمسكك وتعويلك على خدمات أبل المتعددة مثل تخزين “أي كلاود” السحابي وبريد “أبل مايل” الالكتروني، فهذه الخدمات غير متوفرة على هواتف الأندرويد. ولعل تطبيق أبل الأبرز على هواتف الأندرويد هو “أبل ميوزك”.

في حال كنت تنوي شراء هاتف أحدث من هاتفك الحالي، ينصح بالتمسك بنظام التشغيل الذي تعتمد عليه لأن النظامين يسمحان لك بنقل جميع بياناتك من هاتفك القديم إلى الجديد بسلاسة. ومعنى ذلك أن هاتفك الجديد سيبدو شبيها بنظيره القديم من الداخل.

وبوضع هذه الميزة جانبا، ننصح بإلقاء نظرة على ما يقدمه نظام التشغيل الآخر، فمن المرجح أن تحظى بعض مزاياه باهتمامك، أو أنك ستحب واجهة الاستخدام بكل بساطة. ومن الطبيعي القول إن اقتناء هاتف أيفون بعد شراء تلفاز “أبل تي في” أو جهاز “ماك بوك” أمر مبرر للغاية، أو أنه من الطبيعي التوجه نحو شراء هاتف أندرويد إذا ما لاحظت استخدامك المكثف لخدمات غوغل على هاتفك الأيفون.

في المجمل، تسعى كل من آبل وغوغل إلى جذبك ناحيتهما، وهو ما دفع آبل إلى إنشاء تطبيق “موف تو أي أو إس” لتحويل البيانات من هواتف أندرويد إلى الهواتف التي تبيعها. وفي المقابل، تمتلك غوغل موقع “سويتش تو أندرويد” الذي يساعدك على نقل الكثير من البيانات باستخدام غوغل درايف. وكما هو الحال مع تطبيق آبل، يتيح هذا الموقع نقل الصور وأسماء جهات الاتصال والملاحظات والتواريخ المدرجة بالتقويم.

ألق نظرة على مواصفات الهاتف الذي تريد شراؤه

تشابه مواصفات الهواتف الحديثة مواصفات الحواسيب، فالمعالج ببساطة يتحكم في السرعة التي “يفكر” بها الجهاز، في حين تحدد الرام (ذاكرة الوصول العشوائي) مقدار ما يمكن لهذا الجهاز التفكير به في الوقت الواحد. أما بالنسبة لمساحة التخزين، فهي المساحة التي يمكنها أن تحتوي التطبيقات والملفات والموسيقى التي تقوم بنقلها أو تحميلها، ويمكن القول إن هذه المساحة لم تعد مهمة نظرا لظهور خدمات التخزين السحابي وخدمات البث مثل نتفليكس وسبوتيفاي وغيرها.

علاوة على ذلك، يتعين عليك النظر إلى حجم شاشة الهاتف ودرجة وضوحها ودقتها، فذلك يؤثر على جودة الصور والنصوص التي ستشاهدها باستخدام هاتفك، في حين سيحدد الحجم مدى سهولة استخدام الجهاز بيد واحدة. وبالنسبة لأصحاب الأيادي صغيرة الحجم، يمكن القول إن الخيارات تضاءلت بالنسبة لهم، فمعظم المصنِّعين يتوجهون نحو إنتاج هواتف بشاشات أكبر ليجعلوها شبيهة بالأجهزة اللوحية. 

وفي حال كنت مستخدما لهواتف الفئة الوسطى، ولست من مستخدمي الهواتف الرائدة أو الرخيصة للغاية، فإن الاختلافات بين هواتف هذه الفئة ليست كبيرة ولا تعد جديرة بالاهتمام كثيرا كما هو الحال مع الحواسيب. ويعود سبب ذلك إلى أي هاتف حديث يمكنه تشغيل فيسبوك وانستغرام، ولن يتحتم عليك دفع مبلغ ضخم لشراء آخر طراز، إلا لو كنت من عشاق الألعاب التي تتطلب قدرات تشغيل ضخمة أو كنت تريد تشغيل تطبيقات تعديل الفيديو على هاتفك بأقصى سرعة وأفضل أداء.

عند البحث عن هاتفك القادم، عليك النظر إلى ما إذا كان مقاوما للماء والغبار، أو إذا كان يسمح بإضافة شريحة للذاكرة الخارجية، فهواتف أيفون لا تسمح بإضافتها. وهناك ميزة أخرى يجب التحقق منها، ألا وهي الشحن اللاسلكي، والتي تقدمها العديد من الهواتف الحديثة من أجل تجربة استخدام أفضل.

بالنسبة لفئة كبرى من المستخدمين، تعتبر جودة الكاميرا واحدة من أهم المزايا التي يأخذونها بعين الاعتبار، والتي عادة ما يربطونها بعدد الميغابيكسل وحجم فتحة العدسة (كمية الضوء التي يسمح المستشعر بدخولها). وعموما، كلما زاد عدد الميغابيكسل وتضاءل حجم فتحة العدسة كلما كان ذلك أفضل، لكن ذلك ليس بقاعدة، إذ أن العديد من العوامل تجتمع لتحديد جودة الهاتف الذكي، مثل قدرة معالجة الصور وما إلى ذلك.

معظم كاميرات الهواتف الحالية تكون مصحوبة بالعديد من العدسات التي يمكنك استخدامها لإنشاء لقطات واحدة، وهو ما يوجب البحث عن مقدار التقريب البصري في عدسة هاتفك الجديد، وإن كانت هناك أي عدسة ذات زاوية عريضة لالتقاط صور أفضل لمجموعة كبرى من الأصدقاء أو لمبنى كبير الحجم أو ما شابه. ولا يجب أن تغفل عن التحقيق في أوضاع التصوير المختلفة التي يتوفر عليها هاتفك الجديد، مثل وضع الإضاءة المنخفضة. وفي النهاية، عليك التحقق من المراجعات التي يقوم بها المحترفون ومتابعة آراء المستخدمين وعينات لصور هذا الهاتف على الانترنت.

بالإضافة إلى ذلك، عليك الاطلاع على سعة بطارية الهاتف المراد شراؤه، والتي تقاس دائما بواسطة مقياس أمبيرـساعة mAh وكلما زاد هذا الرقم، زادت الطاقة التي يمكن للبطارية تخزينها، لكن هناك عدة عوامل تساهم في سرعة استهلاك هذه الطاقة الكهربائية، مثل حجم الشاشة ودقتها ونوع المعالج. ومجددا، عليك الاطلاع على المراجعات المتوفرة على الانترنت ولا تصدق ما تقوله الشركة المصنعة عن العمر الافتراضي لبطاريات هواتفها.

اختر الهاتف ذو السعر المناسب

يعد ثمن الهاتف العامل الأكثر أهمية بالنسبة لأغلبنا، ولعل أفضل الطرق لتقليص حجم لائحة خياراتنا هو تحديد ميزانيتنا والنظر للهواتف المتوفرة في تلك الفئة. وعموما، تتوفر هواتف أندرويد على خيارات أكثر تنوعا من الأيفون، ابتداء من الرائدة إلى تلك التي تنتمي للفئة المتوسطة والمناسبة للمستخدمين ذوي الميزانية المنخفضة أو الذين لا يبحثون عن مميزات استثنائية في هواتفهم. وبالنسبة لآبل، فإنها تطلق ما معدله 3 هواتف سنويا، مع تخفيض ملحوظ لثمن الهواتف الأقدم.

تقدم الهواتف التي لا يتجاوز ثمنها بضع مئات من الدولارات أداء مقاربا لنظيراتها التي يبلغ ثمنها حاجز الألف دولار، لكن سيتوجب عليك تقديم بعض التضحيات، مثل الرضا بشاشة أقل دقة أو كاميرا أقل جودة والانتظار لفترة أطول لفتح التطبيقات بسبب سرعة المعالج. وفيما يخص لائحة الهواتف التي قمت بكتابتها بعد هذا المقال، تحقق من مراجعاتها على الانترنت واحدا بواحد واحرص على كونك تحصل على أفضل قيمة مقابل السعر.

لا تنسى الهواتف المستعملة، فرغم قدمها قد يكون أداءها مماثلا للهواتف الجديدة مع توفير مبلغ محترم من المال. وفور قرارك شراء هاتف مستعمل، تأكد من البحث عن بائع طيب السمعة واطلب منه بعض الضمانات مثل كفالة القطع التي قام بتجديدها أو إصلاحها في الهاتف.

علاوة على ذلك، يمكنك التوجه نحو شراء الطراز الأقدم من سلسلة هواتف معينة، فالشركات تعمل دائما على التقليل من ثمن بيعها فور صدور الهواتف الأحدث. ويمكنك إذن البحث عن الهواتف الرائدة التي وقع إصدارها منذ سنة أو أكثر، وستفاجئ بعدد الهواتف الرائعة التي يمكنك الاختيار بينها مقابل سعر مناسب.

في حال كنت تبحث عن الهواتف التي أصدرت منذ سنوات، يجب عليك التحقق من نسخة الأندرويد أو الأي أو إس التي يمكنها تشغيلها، فكلما كانت هذه النسخ أعلى وأحدث، بات الهاتف أكثر قدرة على الإيفاء بمتطلبات الاستخدام وكان ذلك أفضل من حيث استقرار الجهاز والتوافق مع التطبيقات الحديثة والأمان.

اشترِ هاتفك في الوقت المناسب

في نهاية المطاف، عليك التفكير في الوقت الذي ستشتري فيه الهاتف الجديد، وإلا ستجد أن هناك نسخة أحدث من هاتفك الجديد خلال بضعة أسابيع فقط من شرائه. وكما جرت العادة، تطلق شركة آبل هواتفها خلال شهر سبتمبر من كل سنة، وتتبعها غوغل بعد وقت قصير، في حين يطلق المصنعون الآخرون هواتفهم الجديدة في فترات مختلفة في شهري فيفري ومارس من كل سنة.

إذا ما حددت الهاتف الذي تريد شراؤه، تحقق من تاريخ تصنيعه وإطلاقه للعموم، فربما تجد أنه شارف على الوصول إلى عيد ميلاده الأول، ما يجعل انتظار النسخة الأحدث منه خيارا أفضل. ولا داعي للتذكير بأن البحث عن موعد صدور الهواتف الجديدة خلال الأشهر القليلة القادمة هو أمر في منتهى السهولة.

يعتبر شراء الهواتف فور إطلاقها استراتيجية جيدة نظرا لكونها توفر للمستخدم أحدث الميزات على الإطلاق، لكن يمكنك دائما الاستفادة من هبوط أسعار الهواتف الرائدة الأخرى فور صدور النسخ الأحدث منها والتي ستعمل على استبدالها وتحل مكانها.

المصدر: بونيلار ساينس