ماذا تعرف عن أيقونة المقاومة الفلسطينية ضد “إسرائيل” أحمد ياسين؟

ولد أحمد إسماعيل ياسين في 28 يونيو 1936 في قرية جورة عسقلان على الساحل الفلسطيني، وأرغم على هجر مسقط رأسه شأنه شأن معظم الشعب الفلسطيني إثر أحدث النكبة سنة 1948.

تأثيرات النكبة 

نكبة شاهد خلالها الطفل تهجير أهله وشعبه، وهدم دياره ومعظم الجدران التي تحمل هوية الفلسطنيين، ماضيهم، حاضرهم، ومستقبلهم، عملية إبادة استهدفت كل ما يرمز لجذور فلسطين، حتى أسماء الأنهج والقرى لم تسلم من ذلك.

رسخ في ذهنه مبدأ عظيم، النصر لن يكون إلا عن طريق الاعتماد على النفس وتسليح الشعب، لكن عزمه على التصدي المادي للعدوان الصهيوني اصطدم بإصابته بكسر في فقرات العنق في سن 16 أثناء لعبه مع بعض أقرانه.

إصابة أثرت في مسار حياته بشكل كبير، شلل رباعي رافق أحمد ياسين إلى حين وفاته، لكن الشاب المقعد واصل دراسته بين مصر وغزة بشكل متقطع بسبب قلة المال والظروف القاسية.

الانضمام للإخوان المسلمين

في القاهرة اكتشف أحمد ياسين حركة الإخوان المسلمين في أوج فترة قمعها من طرف النظام القومي لجمال عبد الناصر، مكّنته مهاراته الخطابية في الدعوة والتبليغ من حشد عديد الطلبة لنصرة القضية الفلسطينية، ليؤسس في العام 1967 منظمة المجمع الإسلامي بعد عودته إلى غزة.

وفي مطلع الثمانينات، تصاعد التوتر على أراضي غزة بسبب ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، لتنتقل معها مقاومة الشيخ المقعد إلى مستوى آخر، من خلال الكفاح المسلح وإنشاء تنظيم المجاهدون الفلسطينيون.

اعتقال أحمد ياسين

أقلقت تحركات التنظيم راحة السلطات الإسرائيلية، فتم اعتقال الرجل الأول بتهمة حيازة أسلحة سنة 1984، قبل أن يتم إطلاق سراحه بعد عام في عملية تبادل للأسرى.

خبرة كبيرة أصبح يتمتع بها المناضل الفلسطيني بعد تجاربه المتنوعة، وقدرة على القيادة والتنظيم وكاريزما مؤثرة جعلت منه واحداً من رموز المقاومة، ساهمت كلها في تأسيسه رفقة عدد من قادة العمل الدعوي الإسلامي حركة المقاومة الإسلامية المعروفة اختصارا بـ”حماس”.

تزامن تأسيس حركة المقاومة الجديدة مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى في ديسمبر 1987، كانت رؤية الحركة الإسلامية للمقاومة في ذلك الوقت راديكالية، تقوم على مبدأين اثنين، “تحرير فلسطين لا يكون إلا بالجهاد”، وأن الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي “صراع وجود وليس صراع حدود”.

رفضت حماس بقيادة الشيخ أحمد ياسين سياسة المفاوضات التي اعتمدتها السلطة الفلسطينية واعتبرتها مضيعة للوقت ووسيلة للتفريط في الحقوق، بالتزامن مع المفاوضات والاتفاقيات التي لم يلتزم بها الجانب الإسرائيلي وأثبت الزمن فشلها.

ومع تواصل الانتهاكات اليومية في حق الشعب الفلسطيني ظلت البنود حبرا على ورق، بالتزامن مع شن حركة حماس عمليات خاطفة ضد العدوان الإسرائيلي، تم اعتقال الشيخ أحمد ياسين مرة ثانية سنة 1989 والحكم عليه بالسجن المؤبد.

غياب غير مؤثّر

لم يؤثر غياب قائد حماس على إرادة الحركة في المقاومة بل كان محفزا للبقية، حيث حملت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة الأمانة وواصلت الكفاح وكثفت تحركاتها على أرض الواقع، في وقت انتهجت سلطات الاحتلال ورقتا التعذيب وسوء ظروف اعتقال أحمد ياسين وسيلة للانتقام، ما أدى لفقدان الأسير الفلسطيني لبصره في العين اليمنى وضعف شديد في الإبصار بالعين اليسرى.

بالتزامن مع التعذيب الشنيع الذي كان يتعرض له الشيخ أحمد ياسين، واصل رفيقاه في التأسيس عبد العزيز الرنتيسي وصلاح شحادة قيادة صفوف حماس، لتنطلق العمليات الفدائية إثر مذبحة الحرم الإبراهيمي التي استشهد خلالها 29 فلسطينيا في مدينة الخليل فجر 25 من شهر فبراير عام 1994 رغم إمضاء اتفاقية أوسلو.

عمليات أخذ صداها مدى واسع وزادت من شعبية الحركة رغم محاولات السلطة الفلسطينية إحباط مخططاتها وقمع المخططين لها، وفي العام 1997 قام جهاز الموساد الإسرائيلي بمحاولة فاشلة في الأردن لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، واعتقلت على إثرها السلطات الأردنية اثنين من عملاء الموساد سلمتهما للاحتلال مقابل إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين.

ثبات في المواقف

ورغم هده المحن المتواصلة لم تتغير مواقف الشيخ المقعد وظل الكفاح المسلح متواصلا، في وقت عرفت علاقته بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات تقلبا شديدا ليتم فرض الإقامة الجبرية عليه في أكثر من مناسبة، سجن قاس، تعذيب شديد، وشلل تام.

كل هذا وأكثر لم يمنع الشيخ أحمد ياسين من مواصلة النضال لطرد الاحتلال الإسرائيلي واسترداد الأرض، ما جعله في صدارة قائمة الشخصيات الفلسطينية التي يجب التخلّص منها.

وفي 6 من سبتمبر 2003، استهدفت مروحيات إسرائيلية شقة كان يقيم فيها أيقونة المقاومة الفلسطينية، ولكن محاولة الاغتيال الأولى باءت بالفشل، بالتزامن مع مواصلة العمليات التي كانت تقودها حركة المقاومة الإسلامية حماس على الميدان.

لكن وبعد 6 أشهر من محاولة الاغتيال الأولى، أطلقت مروحيات الأباتشي الإسرائيلية فجر 22 مارس 2004، 3 صواريخ استهدفت الشيخ المقعد أثناء عودته من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي في قطاع غزة، لتتناثر أشلاء الشيخ في كل مكان ونال الشهادة كما كان يتمنى في سن 68.

شاهدوا الفيديو الخاص بالشيخ أحمد ياسين 

Adv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى