الـKKK أو الكو كلوكس كلان.. ماذا تعرف عن أخطر جماعة إرهابية في أمريكا؟

خاص-“الموندو”-محمد طه ساسي-صحفي تونسي- “هل تريد لطفلك الأبيض الغالي أن يذهب إلى مدرسة فيها عرق ثانوي؟”

عبارات ضمن خطاب عنصري شديد الكراهية، استهل به فيلم بلاك كلانس مان للمخرج سبايك لي بدايته.

تحصل الفيلم على الجائزة الكبرى في النسخة 71 من مهرجان كان السينمائي، ويعرض قصة ضابط شرطة أمريكي من أصل إفريقي، قام بالانضمام إلى منظمة أمريكية سرية، اشتهرت بأعمالها العنصرية وكرهها للاختلاف كان عرقيا أو دينيا أو حتى مذهبيا.

نجح ضابط شرطة أمريكي من أصول أفريقية يدعى رون ستالورث، في التسلل إلى هذه المجموعة وإحباط عديد العمليات الإرهابية، ليقتبس المخرج هذه الأحداث من قصة واقعية دارت عام 1978.

الـKKK أو الكو كلوكس كلان

ثلاثة أحرف ترمز لمنظمة سرية قديمة قدم الولايات المتحدة تقريبا، أصل كلمة كلوكس إغريقي وتعني الدائرة.

فضّل جيم كرو أحد مؤسسي التنظيم فصل المصطلح إلى كلمتين، قبل أن يتم إضافة كلمة Klan وتعني عشيرة بما أنهم من أصول إسكتلندية.

تأسست KKK سنة 1865 على يد ستة من قدامى محاربي الكونفدرالية، إثر الحرب الأهلية في مدينة بولاسكي من ولاية تينيسي.

أهداف الـ KKK

اجتمع هؤلاء للاتفاق على تشكيل ناد اجتماعي، بهدف تطهير البلاد من كل ما يختلف عن العرق الأبيض الآري، وقامت المنظمة بحملات ترهيب وقتل وتعذيب كثيرة موجهة خاصة ضد السود، والسبب في ذلك اعتقادهم بأن ذوي البشرة السوداء لديهم دماغ أصغر حجما من دماغ الإنسان الأبيض وبأن المساواة بينهم مخالفة لقوانين الطبيعة.

كما لم يخف المنتسبون لـ KKK معاداتهم للسامية والكاثوليكية والمثليين ويعتبرون أنفسهم بذلك وطنيين حيث أنهم يحاربون من أجل جعل أمريكا أقوى.

تأثر هؤلاء المنتمون لهذه المنظمة العرقية بجماعة فرسان مالطا، ذات الطابع الأسطوري الغامض، فيجوبون شوارع المدينة ليلا متخفين وراء الأقنعة، ليبثوا الهلع في صفوف العامة، وهدفهم الأساسي الشعور بلذة العنف والتفوق.

انطلاق أعمال العنف

أُثيرت حفيظة المنظمة عندما سنت الولايات المتحدة قرارات، تسمح للسود بالتصويت وارتياد ذات المدارس مع البيض والتمتع بكل حقوق المواطن الأمريكي والمعروفة بقوانين جيم كرو.

وفي العام 1965، ألقى الرئيس الأميركي الراحل ليندون جونسون، خطابا ندد فيه بنشاطات المنظمة، وأمر باعتقال المشتبه بارتكابهم جرائم ذات صلة بأنشطتها.

وفي العقود الثلاثة التي أعقبت هذا الخطاب، انقسمت “كو كلوكس كلان” إلى مجموعات تتنمي لما يسمى بالنازيين الجدد.

وفي مطلع التسعينيات، كان عدد أعضاء المنظمة يتراوح بين 6000 و10000 فرد، بعد أن قارب 6 ملايين في عشرينات القرن الماضي، يتركز معظمهم فيما يعرف بالجنوب العميق أو الجنوب السفلي بالولايات المتحدة.

عمليات إرهابية متفرّقة

ورغم تناقص المنتسبين إليها، إلا أن العمليات الإرهابية للـ KKK لم تتوقف، فقد نفذت من حين لآخر عمليات عنصرية، من أبرزها مهاجمة كنيسة تشرالستون الأفريقية بكارولاينا الجنوبية عام 2015، مما أدى لمقتل 9 أشخاص وجرح 6 آخرين.

وفي حادثة أخرى، دهس أحد أعضاء الجماعة بسيارته، حشدا يعارض مسيرة نظمها اليمين المتطرف في شارولت فيل بولاية فيرجينيا، مما أدى لمقتل فتاة وإصابة آخرين بجروح.

وخلال السنوات الأخيرة، وُجِّهت اتهامات للرئيس الأمريكي الجمهوري السابق دونالد ترمب، بأنه يساند تحركات هذه الجماعات عكس خصمه الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية جو بايدن، المعروف بتقربه من السود والأقليات، وهو ما ساهم في تصويت عدد كبير من الأفارقة السود والمعارضين لهذه المجموعات الإرهابية لجو بايدن، لينجح العجوز الديمقراطي في الوصول للبيت الأبيض ليكون الرئيس 46 للولايات المتحدة الأمريكية.

شاهدوا الفيديو الخاص بـ“الموندو” حول الـ”KKK”

 

Adv

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى