ماذا تعرف عن جبل نمرود ؟
قد يظن البعض أنه وصف لحضارة أو موقع أثري يوناني أو فارسي أو فرعوني ربما، في الحقيقة، هو خليط حضاري عجيب، اكتشف على واحدة من قمم جبال الثور، على ضفة نهر الفرات في محافظة أديمان جنوب تركيا.
يُعدّ جبل نمرود أعلى متحف مفتوح في العالم، وتحتفظ قمته بأنقاض مملكة كوماجين التي يعود تاريخها إلى القرن الأول قبل الميلاد، ويعتقد كثيرون أن اسم نمرود مأخوذ من ملك بابل المستبد، الذي هُزِم على يد النبي إبراهيم عليه السلام، لكن علماء الآثار لم يؤكدوا هذا الأمر بعد.
يصف سكان المنطقة الجبل بأنه أفضل موقع في العالم، لمشاهدة شروق الشمس وغروبها، لهذا يُعدّ من أهم مواقع الجاذبة للسياح في تركيا.
يقع على قمة الجبل معبَد بني عام 62 قبل الميلاد من قبل الملك أنطيوخوس الأول، الذي حكم المنطقة في الفترة الهيلينستية، ويُعد قبره في كوماجين إنجازا فنيا فريدا، إذ يصل وزن بعض الكتل الحجرية المستخدمة إلى 9 أطنان.
يتكوّن البناء الضخم في جبل نمرود، من مجموعة من الألواح الصخرية، تُكوّن ما يشبه الهرم ويوجد بالجزأين الشرقي والغربي مدرجات توصل إلى معبد مفتوح، يحيط به تمثالان كبيران لأسدين وتمثالان لصقرين، والكثير من التماثيل اليونانية، والأرمينية والفارسية، لعديد الآلهة مثل زيوس، هرقل، أبولو، هيليوس وكوماجين، ما يدل على الازدهار الثقافي والتعايش بين عديد المجموعات الاثنية في ذات المنطقة.
تم اكتشاف هذا المكان عام 1880 عن غير قصد من قبل المهندس الألماني كارل سيستر، الذي كان ينوي اكتشاف طريق جديدة شرق الأناضول عندما صادفته المنحوتات الضخمة، حيث لم يتمكن المهندس الألماني في البداية من التعرف على مصدر الحفريات بسبب الغموض الذي كان يلف تاريخ حضارة الكوماجين.
وعند اكتشاف المعبد، كانت الرؤوس منفصلة عن التماثيل وملقاة على الأرض، ما يشير إلى أنها تضررت بشكل مُتَعمّد بسبب ما يُعتقد أنها خلافات دينية.
وفي العام 1987، أُدرِج جبل نمرود على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، ليصبح واحدا من المعالم الأثرية التاريخية ذات الأهميّة الأممية.