في ذكرى إعدامه الـ15.. ماذا تعرف عن القاضي الذي حكم بإعدام صدّام حسين؟
خاص-“الموندو”-محمد طه ساسي-صحفي تونسي- كان يسلّم جثث الناس الذين يقتلهم ويمنع قراءة الفاتحة عليهم، كما كان يأخذ سعر الطلقة النارية منهم قبل إعدامهم، صدام لم يكن سنيا أبدا بل كان فقط مجرما هذا ما قاله القاضي الذي أصدر حكم الإعدام على الرئيس العراقي الأسبق الراحل صدام حسين.
رؤوف رشيد عبد الرحمان.. قاضي الإعدامات
فجر أول أيام عيد الأضحى الموافق لـ 30 من ديسمبر 2006، في غرفة رثة تابعة لمبنى سابق للمخابرات العسكرية العراقية، كان يتواجد 14 شخص من مكتب رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، مرفوقين ببعض رجالات الشرطة، مردّدين شعارات مساندة للزعيم الشيعي مقتدى الصدر.
أثناء تلك اللحظات التي لم ولن تنسى من أذهان المحبين والمناوئين لصدام حسين في نفس الوقت، قرأ الحداد أمر إعدام خامس رئيس لجمهورية العراق صدام حسين عبد المجيد التكريتي.
منذ ذلك الحين يقدم منير حداد نفسه على أنه “الرجل الذي أعدم صدام حسين”، وفي بيته الذي لا يخلو أبدا من الأسلحة ومن الحراسة الشخصية، يعلّق قاضي الاعدامات في غرفة الجلوس صورا عديدة يظهر فيها مع شخصيات شيعية بارزة إلى جانب صورته مع القاضي الأمريكي الشهير أنتوني كينيدي.
ولكن أكثر الصور المعلقة إثارة للانتباه، كانت صورة يظهر فيها حداد مرتديا اللباس الخاص بالقضاة العراقيين وعلى وجهه ابتسامة عريضة، وإلى جانبه شخص لا يظهر وجهه ولكنه كان دون شك الرئيس العراقي الأسبق الراحل صدام حسين.
بطل بالنسبة للأكراد
يزعم منير حداد أنه بطل بالنسبة للأكراد التي تنحدر عائلته منهم وكذلك للشيعة، عائلة معارضة للحكم القائم حينها، دفعت ثمن الوقوف في وجه صدام غاليا.
اعتقل حداد عندما كان طالبا مطلع الثمانينات وسجن لسنوات عديدة، وأُعدم اثنين من إخوته بسبب مناصرتهم للزعيم الكردي مصطفى البارزاني.
ترك القاضي المثير للجدل العراق أواخر التسعينات ولم يعد إليها إلا بعد سقوط النظام في 2003، إثر الاجتياح الأمريكي للعراق، كما كان منير حداد نائبا لرئيس محكمة التمييز وهي أعلى هيكل قضائي في الدولة عام 2006، لهذا ينفي أن تكون أي قوى خارجية مثل الولايات المتحدة أو دول الخليج وراء إصدار حكم الإعدام الذي يصفه بالعراقي 100% .
نفيُ حداد جاء ردا على الأطروحات القائلة بأن القرار كان من باب الانتقام من صدام حسين، بسبب ما فعله بعائلته الشيعية وطائفته الكردية خاصة وأن “القائد” كان سنيا بينما كان القاضي شيعيا.
إشاعات لم تكن مطروحة على طاولة المحاكمة حسب منير الحداد، كما لم تكن روح الانتقام موجودة بل كان مستند الحكم دكتاتورية صدام وثبوت جرائم القتل والتعذيب فيما يعرف بمجزرة الدجيل.
“قاتل صدام حسين”
لقب نسبه لنفسه رئيس الوزراء العراقي السابق نور المالكي بهدف التقرب من أمراء الخليج وفق الحداد الذي كان في خلاف دائم معه، خلاف أدى به إلى ترك القضاء والعودة إلى المحاماة، إلا أن ذلك لم يطفئ شرارة الصدام بين الرجلين، حيث تعرض قاضي الاعدامات لمحاولة اغتيال في بغداد عام 2014 ولكنها باءت بالفشل، ليتهم حداد حينها الحكومة العراقية التي يقودها المالكي بأنها من دبرت لهذا الاغتيال.
أعداء كثر ومحاولات ثأر عديدة، هذا ما جناه كل من كانت له يد في إعدام أبي عدي، ولكن الوضع مع منير حداد كان مختلفا، فاقتران اسمه باسم صدام حسين أكسبه شهرة كبيرة، كما تمكن إثر هذه النجومية من جني ثروة كبيرة من المحاماة، مكنته من شراء عديد المنازل في مناطق متفرقة من العالم على غرار دبي وبرشلونة وهولندا.
كل هذه النجومية والثروة والتهديدات المتتالية بالقتل، لم تمنع القاضي العراقي الأشهر من البقاء في بلاده، حيث يفضل الحداد البقاء في العراق والدفاع عن المظلومين وهو القائل “سأعيش وأموت في العراق”.