بعيدا عن الأسطورة البرازيلية بيليه.. ماذا تعرف عن قصّة “الآلهة بيليه” وبركان كيلوا؟
في 29 من ديسمبر عام 2022، توفّي بيليه، أسطورة المنتخب البرازيلي لكرة القدم، عن عمر 82 عاما نتيجة فشل العديد من الأعضاء جرّاء مضاعفات مرض سرطان القولون الذي أصابه.
ورغم وفاته، إلا أن نجم منتخب السليساو، لا يزال يمثل قدوة ومصدر إلهام للشعب البرازيلي، فأسطورة بيليه تتجاوز الثمانين عاماً بكثير وتعود إلى زمن غابر، نصّب فيه سكان جزر هاواي بيليه، آلهة النار والبرق والرقص والبراكين والعنف وتعتبر من أهم الآلهة عندهم.
أسطورة بيليه
تقول الأسطورة إن بيليه كانت تتخذ شكل امرأة حسناء ذات شعر أملس طويل وتحمل في يدها عصا سحرية تدعى باوا تطلق بها العنان للبراكين للتفجر والغضب.
استقرت بيليه في جزيرة كيلوا من أرخبيل هاواي بعد نفيها من قبل أختها الكبرى ناماكا، آلهة الماء، من جزر تاهيتي بسبب خلاف كبير معها، حيث صبّت الأولى جام غضبها على كيلوا، مسببةً زلازل وانفجارات بركانية ضخمة، وبذلك أصبح بركان كيلوا على الهيئة التي يعلمها الجميع اليوم، وهو أكثر البراكين نشاطاً على سطح الأرض.
يبلغ ارتفاع كيلوا 1246 مترا فوق سطح البحر، مما يجعله واحداً من أكثر البراكين هَيْبةً في العالم، تُتوِّج قمته فوهة بطول 5 كيلومترات، تمتد منها العديدُ من الحفر والتصدعات والشقوق.
أفواه تتدفق منها دون توقف وأنهار من الحمم البركانية بطول عشرات الكيلومترات منذ أكثر من 25 سنة، تغزو الطرق التي تعترضها بسرعة أقل من 100 متر في الساعة، ولا شيء يمكن أن يعترض طريقها سوى الماء.
تقاطع الأسطورة والواقع
تجد الحمم نهاية السبيل عندما تلاقي المحيط، وتبدأ حرب كبيرة بين عناصر الطبيعة، في تقاطع جديد بين الأسطورة والواقع، وماهي إلا مسألة وقت حتى تَخمُد صُهارةٌ تفوق حرارتُها 1000 درجة في قاع المحيط بمفعول المياه.
تتحوّل هذه الصُهارة إلى صخور من الباسالت، وهي مادةُ قيمة جداً وُجِدت كذلك على سطح كواكب أخرى مثل المريخ وعطارد،
أما عن أخر انفجار لبركان كيلوا فكان مسجلاً بتاريخ 3 من ماي/مايو 2018، حيث تصاعدت أبخرةٌ وغازاتٌ سامة مثل ثاني أكسيد الكبريت، انطلقت على إثرها عمليات إجلاء شملت 10 آلاف شخص، وقد دمرت حمم كيلوا في 20 سنة الأخيرة أكثر من 200 منزل.
تم مؤخراً ملاحظة تشكّل بحيرةٍ عملاقة على سطح فوهة البركان حسب وكالة ناسا، وقدّر العلماء مساحتها بما يعادل مساحة 5 ملاعب كرة قدم وعمقها بحوالي 30 متراً ولاتزال الدراسات جارية بخصوص هذه الظاهرة.